الاستبداد- عبد الرحمن الكواكبي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاستبداد- عبد الرحمن الكواكبي
الاستبداد عبدالرحمن الكواكبي
المقطع الأول :
المستبدُّ يتحكّم في شؤون الناسِ بإرادته لا بإرادتهم ، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم ، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدِّي فيضع كعب رجلِهِ على أفواه الملايين يسدُّها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبتِهِ .
المستبدُّ عدوُّ الحق عدوُّ الحريَّة وقاتلُهما ، والحقُّ أبو البشر والحرية أمُّهم ، والعوام صبيةٌ أيتامٌ نيامٌ لا يعلمون شيئاً ، والعلماء هم إخوتهم الراشدون ، إن أيقظوهم هَبُّوا ، وإنْ دعوهم لبَّوا ، وإلا فيتصل نومُهًم بالموت .
المستبدُّ يتجاوزُّ الحدَّ مالم يرَ حاجزاً من حديد ، فلو رأى الظالمُ على جنبِ المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم كما يقال : الاستعداد للحرب يمنع الحربَ .
المستبدُّ إنسانٌ مستعدٌّ بالطبع للشر ، وبالإلجاء للخير ، فعلى الرعيةِ أنْ تعرفَ ما الخيرُ وما الشرُّ ، فتلجئ الظالمَ للخير على الرغمِ من طبعه ، وقد يكفي للإلجاء الطلب وحدّه إذا علم الظالمُ أنّ وراء القولِ فعلاً ، ومن المعلوم أنَ الاستعداد للفعل فعلٌ يكفي شرَّ الاستبداد .
شرح المقطع الأول:
يصور الكواكبي في نصّه طبيعة المستبدّ الشريرة ، فهو يتخذ من هواه قانوناً ، ويحكم الناس حسب مشيئته ، ويسوسهم بأهوائه ، وهو مدرك أنّه معتد أثيم فيسترسل في ظلمه ، يكم الأفواه ، ويحول بينها وبين قول الحقّ.
ـ والمستبدّ يحارب الحرية والعدل لأنهما أصل حياة الشعوب ومنطلقِها ، والناس بسطاء غافلون لا يدركون من أمرهم شيئاً ، أمّا العلماء فهم الرجال الناصحون لهم فإذا نبهوهم ثاروا على واقعهم وإلا قضي عليهم .
ـ الظالم يتمادى في بطشه ما لم يجد قوة من الشعب تقف في وجهه فإذا رأى المستبد سلاحاً يحمله الشعب ما فكرّ في بطشه وطغيانه ، كما هو معروف أنَ الاستعداد للحرب يمنع الحرب .
ـ المستبدّ مخلوق شرير بطبعه ولا يفعل الخيرَ إلا مجبراً فعلى الشعب أن يفصِل بين حدود الخير والشرّ ، ويرغمَ الظالمَ على فعل الخير على الرغم من طبيعته الشريرة ، ويجب أن يكون الطلب مدعوماً بالقوة .
المقطع الثاني :
الاستبداد أصلٌ لكلِّ فساد ، ومعنى ذلك أنَ الباحثَ المدقّق في أحوال البشر وطبائع الاجتّماع كشف أَنّ للاستبدادِ أثراً سيئاً في كلِّ وادٍ ، فالمستبدُّ يضغطُ على العقلِ فيفسده ، ويلعب بالدين فيفسده ، ويحارب العلمَ فيفسده .
شرح المقطع الثاني:
إن الاستبداد أساس كلِّ فسادٍ في المجتمع ، وعلماء الاجتماع الذين تعمّقوا في دراسة الطبائع البشرية وجدوا بعد البحث والتدقيق أن للمستبدِّ تأثيراً سلبياً في المجالات كلّها ، فهو يفسد العقل ، والدين ، ويشنّ حرباً قاسية على العلم .
المقطع الثالث :
إنَّ الاستبداد والعلم ضدّان متغالبان ، فكلُّ إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم وحصر الرعيّة في حالك الجهلِ ، والعلماء الحكماء الذين ينبُتون أحياناً في مضايقِ صخور الاستبداد يسعون جهدهم في تنوير أفكار الناس ، والغالبُ أَنَ رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم ، وينكلّلون بهم ، فالسعيد منهم مَنْ يتمكّن من مهاجرة دياره .
من كتاب "طبائع الاستبداد"
شرح المقطع الثالث:
إنَّ الاستبداد والعلم خصمان لدودان ، متحاربان دائماً فكلّ حكومة مستبدة تبذل قصارى جهدها في محاربة العلم ، وجعل عامة الشعب تعيش في ظلمة الجهل .
والعلماء المفكرون الذين يخرجون من أعماقِ ظروف القهر ، والظلم يبذلون جهدهم في إنارة عقول الناس لذلك فإنَّ رجال الاستبداد يلاحقون العلماء والمفكرين ويصْلونهم ألواناً قاسية من العذاب ، ومن كان حظّه وافراً منهم يستطيع أنْ يترك وطنه وبلاده هارباً من ظلمهم .
الفكر :
1ـ أ - طبيعة المستبدّ ودوره في مصادرة الحرية وكم الأفواه : المقطع الأوّل .
ب - دور العلماء في توعية الجماهير : المقطع الأوّل .
جـ - رسم السبيل لردّ المستبد عن ظلمه : المقطع الأوّل .
2ـ آثار الاستبداد وممارسات المستبدين : المقطع الثاني .
3ـ خوف المستبدّ من العلم والعلماء : المقطع الثالث .
الأسلوب اللفظي :
1ـ الألفاظ :
سهلة : الحق ـ الناس ـ الاجتماع
مناسبة لموضوع النص : المستبد ـ الشر
فصيحة : ألفاظ النص كلّها
2ـ التراكيب :
واضحة الدلالة على المعاني : الحق أبو البشر
متينة محكمة الصياغة : المستبد يتحكم بشؤون الناس
يغلب عليها الطابع الخبري : العوام صبيةٌ أيتام...
العاطفة :
قومية هدفها إثارة المشاعر القومية ضد المستبدين .
صفاتها : صادقة ، عميقة ، ثائرة ، نابعة من القلب .
المشاعر العاطفية :
1ـ نقمة وغضب على المستّبد (النص كله) .
2ـ حزن وألم على الشعب (المقطع الأول) .
3ـ شعور إعجاب برسالة الأدباء (المقطع الأول ، والثالث) .
الدراسة البلاغية :
المعاني :
جاءت المعاني واضحة ، فالكواكبي صحفي من رواد الفكر العربي ، امتاز أسلوبه بالصراحة ، والوضوح والبعد عن التعقيد أو التكلف ، وجاءت المعاني مناسبة لغرض النص في أسلوب مرسل وقد غلب عليها الطابع الخبري .
هات جملة خبرية من الضرب الابتدائي وأخرى من الضرب الطلبي .
1ـ الضرب الابتدائي : المستبد عدو الحق .
2ـ الضرب الطلبي : أن للاستبداد أثراً سيئاً .
البديع :
علم ـ جهل طباق إيجاب
شر ـ خير طباق إيجاب
البيان :
الحق أبو البشر : تشبيه بليغ
الحرية أمهم : تشبيه بليغ
نور العلم : تشبيه بليغ
يضع كعب رجله على أفواه الملايين : كناية عن البطش والإرهاب
حاجزاً من حديد : كناية عن القوة
يلعب بالدين : استعارة مكنية
يحارب العلم : استعارة مكنية
الموازنة :
قال الزهاوي في دولة الاستبداد :
وما هي إلا دولةٌ مستبدةٌ تسوس بما يقضي هواها وتعملُ
أشر إلى الفقرة التي تحمل فكرة هذا البيت في نص الكواكبي ، ثم وازن بينهما .
- فكرة البيت في الفقرة الأولى من النص .
- الكواكبي ذكر الحاكم المستبد والزهاوي ذكر الدولة المستبدة
- كلاهما لجأ إلى الأسلوب التقريري .
نقلاً عن موقع الاستاذ عبد الله يوسف : http://www.abdallah-y.com/
AYHA- مبتدئ معنا
- عدد الرسائل : 24
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 15/10/2007
رد: الاستبداد- عبد الرحمن الكواكبي
شكرا آية ...
و الله هالمحور عقدني من بياختو السنة الماضية !!!
بس السنة انشالله تمام ...
و الله هالمحور عقدني من بياختو السنة الماضية !!!
بس السنة انشالله تمام ...
weshah- مبتدئ معنا
- عدد الرسائل : 41
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 18/10/2007
رد: الاستبداد- عبد الرحمن الكواكبي
الاسم ليس آية
أو لم تلاحظو أن الاسم مكتوب بحروف كبيرة
أو لم تلاحظو أن الاسم مكتوب بحروف كبيرة
AYHA- مبتدئ معنا
- عدد الرسائل : 24
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 15/10/2007
رد: الاستبداد- عبد الرحمن الكواكبي
فهمت يعني رمز ...
weshah- مبتدئ معنا
- عدد الرسائل : 41
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 18/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى