الموضوع الثاني: " الإنسان العربي في مواجهة الواقع الاجت
صفحة 1 من اصل 1
الموضوع الثاني: " الإنسان العربي في مواجهة الواقع الاجت
الموضوع الثاني: " الإنسان العربي في مواجهة الواقع الاجتماعي المتردي"قيل: "واجه الأدباء العرب البؤس الاقتصادي والبؤس الاجتماعي, وعملوا على تصوير مظاهر البؤس , والتماس الأسباب, واقتراح الحلول" . ناقش واستشهد
الموضوع: لقد تنوّعت مشاكل المجتمع العربي بين جهلٍ وتخلّف وفقر واستغلال وجوع وتشرّد,
وأمام هذا الواقع الأليم لم يكن من أدباء مجتمعنا إلا أن ارتدوا ملابس الأطباء وحملوا معهم المُدى ينزعون بها من مجتمعهم كافة الخلايا الفاسدة التي فيه.
وأولى المشاكل التي واجهت الأدباء هي مشكلة البؤس التي أصبحت ظاهرةً جليةً على وجوه العامة, كيف لا تكون جلية وشاعرنا " معروف الرصافي " يرى أنّ الجهل مظهرٌ من مظاهر البؤس الاقتصادي والاجتماعي كما هو السبب الرئيسي لأمراضنا الاجتماعية وليس لهذا الداء العُضال إلا الدواء الشافي ألا وهو العلم يقول" الرصافي":
إن كان للجهل في أحوالنا عللٌ فالعلم كالطب يشفي تلكم العللا
أمّا أديبنا" أحمد حسن الزيات" فيرى أنّ مظاهر البؤس متمثلةٌ في : الطّواف والتجوال والتشرد والفقر والجوع والتسكع والنوم في الشوارع حيث يطوف الأطفال الصِغار كما تطوف الكلاب والهررة بحثاً عن طعامٍ تسدّ به رمقها فيقول "الزيات " واصفاً ذلك:
" هؤلاء الأطفال المشردون هم الذين تراهم يطوفون طوال النهار وثلثي الليل على القهوات والحانات , كما تطوف الكلاب والهررة على دكاكين الجزّارة ومطاعم العامة".
ولكنّ الأدباء بالرغم من كل هذا التشاؤم من هذا الواقع المرّ, انطلقوا يلتمسون الأسباب والعلل التي أدت إلى هذا الواقع وانقسمت تلك الأسباب إلى قسمين منها ماهو مقنع ومنها ماهو غير
مقنع, أمّا من الأسباب الغير مقنعة هو رأي "الزيات" الذي ألقى مسؤولية البؤس الاجتماعي والاقتصادي على عاتق القدر والمجتمع فيعبر عن ذلك بقوله:
" بالله ما ذنب هذا الطفل الشريد الذي تتحامون مسّه , وتتفادون مرآه إذا كان القدر قد اختار له ذلك الأب البائس" .
وهذا السبب كما قلنا غير مقنع لأنّ القدر قد وضعه الله عزّ وجل وليس من المعقول أن يعذب الله أولئك الأطفال وهو الرؤوف الرحيم لذلك فإنّ رؤية الزيات بعيدة عن الواقع.
أمّا رؤية " أحمد عبد المعطي الحجازي" فهي واقعية فلقد ردّ استغلال الإقطاعي للفلاح إلى جهله وغياب وعيه وهي السبب الرئيسي في بؤسه يخاطب" حجازي" الفلاح قائلاً:
" يا أيُّها الإنسانُ في الريفِ البعيدْ
يا من يصمُّ السمع عن كلماتنا
أدعوكَ أن تمشي على كلماتنا .... بالعين لو صادفتها
كيلا تموتَ على الورقْ
أسقط عليها قطرتين من العرقْ
كيلا تموتَ
فالصوتُ إن لم يلقَ أذناً ضاعَ في صمتِ الأفقْ".
ولم يكتفِ الأدباء بطرح الأسباب بل وضعوا الحلول المناسبة لهل والتي جاءت مختلفة متباينة
كما كانت الأسباب , وممن تبنّى الحل الإصلاحي أديبنا "الزيات " حيث رأى أنّ العون المادي للفقراء والأطفال هو الحلُّ الناجع والدواء الشافي والبلسم المعافي لداء البؤس الاجتماعي يقول
" الزيات" متحدثاً عن ذلك:
" فاقتحموا على الفقر مكامنه في أكواخ اليتامى وأعشاش العجزة, ثمّ قيدوه بالإحسان المنظم في المدارس, والصدقة الجارية في الملاجئ".
وممن تبنّى الحل الواقعي الثوري الشاعر " الحجازي" الذي دعا إلى الثورة على الفقر والاستغلال قائلاً:
" لو أنّني نايٌ بكفك تحت صفصافة
أوراقُها في الأفق مروحة
خضراءُ هفهافة
لأخذْتُ سمعك لحظةً في هذه الخلوة
ونفضْتُ كلّ النار كلّ النار في نفسِك ".
وهكذا نرى أنّ مشكلة البؤس الاجتماعي والاقتصادي قد احتلت حيزاً كبيراً من اهتمام الأدباء , فراحوا يصفون تلك المظاهر, موضحين أسبابها , واضعين الحلول المناسبة لها .
انتهى الموضوع الثاني
بعونه تعالى
الموضوع: لقد تنوّعت مشاكل المجتمع العربي بين جهلٍ وتخلّف وفقر واستغلال وجوع وتشرّد,
وأمام هذا الواقع الأليم لم يكن من أدباء مجتمعنا إلا أن ارتدوا ملابس الأطباء وحملوا معهم المُدى ينزعون بها من مجتمعهم كافة الخلايا الفاسدة التي فيه.
وأولى المشاكل التي واجهت الأدباء هي مشكلة البؤس التي أصبحت ظاهرةً جليةً على وجوه العامة, كيف لا تكون جلية وشاعرنا " معروف الرصافي " يرى أنّ الجهل مظهرٌ من مظاهر البؤس الاقتصادي والاجتماعي كما هو السبب الرئيسي لأمراضنا الاجتماعية وليس لهذا الداء العُضال إلا الدواء الشافي ألا وهو العلم يقول" الرصافي":
إن كان للجهل في أحوالنا عللٌ فالعلم كالطب يشفي تلكم العللا
أمّا أديبنا" أحمد حسن الزيات" فيرى أنّ مظاهر البؤس متمثلةٌ في : الطّواف والتجوال والتشرد والفقر والجوع والتسكع والنوم في الشوارع حيث يطوف الأطفال الصِغار كما تطوف الكلاب والهررة بحثاً عن طعامٍ تسدّ به رمقها فيقول "الزيات " واصفاً ذلك:
" هؤلاء الأطفال المشردون هم الذين تراهم يطوفون طوال النهار وثلثي الليل على القهوات والحانات , كما تطوف الكلاب والهررة على دكاكين الجزّارة ومطاعم العامة".
ولكنّ الأدباء بالرغم من كل هذا التشاؤم من هذا الواقع المرّ, انطلقوا يلتمسون الأسباب والعلل التي أدت إلى هذا الواقع وانقسمت تلك الأسباب إلى قسمين منها ماهو مقنع ومنها ماهو غير
مقنع, أمّا من الأسباب الغير مقنعة هو رأي "الزيات" الذي ألقى مسؤولية البؤس الاجتماعي والاقتصادي على عاتق القدر والمجتمع فيعبر عن ذلك بقوله:
" بالله ما ذنب هذا الطفل الشريد الذي تتحامون مسّه , وتتفادون مرآه إذا كان القدر قد اختار له ذلك الأب البائس" .
وهذا السبب كما قلنا غير مقنع لأنّ القدر قد وضعه الله عزّ وجل وليس من المعقول أن يعذب الله أولئك الأطفال وهو الرؤوف الرحيم لذلك فإنّ رؤية الزيات بعيدة عن الواقع.
أمّا رؤية " أحمد عبد المعطي الحجازي" فهي واقعية فلقد ردّ استغلال الإقطاعي للفلاح إلى جهله وغياب وعيه وهي السبب الرئيسي في بؤسه يخاطب" حجازي" الفلاح قائلاً:
" يا أيُّها الإنسانُ في الريفِ البعيدْ
يا من يصمُّ السمع عن كلماتنا
أدعوكَ أن تمشي على كلماتنا .... بالعين لو صادفتها
كيلا تموتَ على الورقْ
أسقط عليها قطرتين من العرقْ
كيلا تموتَ
فالصوتُ إن لم يلقَ أذناً ضاعَ في صمتِ الأفقْ".
ولم يكتفِ الأدباء بطرح الأسباب بل وضعوا الحلول المناسبة لهل والتي جاءت مختلفة متباينة
كما كانت الأسباب , وممن تبنّى الحل الإصلاحي أديبنا "الزيات " حيث رأى أنّ العون المادي للفقراء والأطفال هو الحلُّ الناجع والدواء الشافي والبلسم المعافي لداء البؤس الاجتماعي يقول
" الزيات" متحدثاً عن ذلك:
" فاقتحموا على الفقر مكامنه في أكواخ اليتامى وأعشاش العجزة, ثمّ قيدوه بالإحسان المنظم في المدارس, والصدقة الجارية في الملاجئ".
وممن تبنّى الحل الواقعي الثوري الشاعر " الحجازي" الذي دعا إلى الثورة على الفقر والاستغلال قائلاً:
" لو أنّني نايٌ بكفك تحت صفصافة
أوراقُها في الأفق مروحة
خضراءُ هفهافة
لأخذْتُ سمعك لحظةً في هذه الخلوة
ونفضْتُ كلّ النار كلّ النار في نفسِك ".
وهكذا نرى أنّ مشكلة البؤس الاجتماعي والاقتصادي قد احتلت حيزاً كبيراً من اهتمام الأدباء , فراحوا يصفون تلك المظاهر, موضحين أسبابها , واضعين الحلول المناسبة لها .
انتهى الموضوع الثاني
بعونه تعالى
giwan-1990- مبتدئ معنا
- عدد الرسائل : 5
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى